كان يحمل الكاميرا بإحدى يديه وسلاحه بيده الأخرى
تحدثت الام شاذية إبراهيم عن تجربتها مع الشهيد سيد افران، وقالت إن الشهيد افران أخبرها أن للكاميرا تأثير كبير، وأن السلاح والكاميرا متماثلتان، وإحداهما تجعل الأخرى أكبر وأكثر قيمة.
تحدثت الام شاذية إبراهيم عن تجربتها مع الشهيد سيد افران، وقالت إن الشهيد افران أخبرها أن للكاميرا تأثير كبير، وأن السلاح والكاميرا متماثلتان، وإحداهما تجعل الأخرى أكبر وأكثر قيمة.
استشهد سيد افران، الثائر والفدائي والصحفي الكبير، في 22 أيلول نتيجة أزمة قلبية.
وتحدثت الام شاذية إبراهيم وهي من ناحية ماباتا التابعة لمدينة عفرين المحتلة، عن اللحظات التي قضتها مع الشهيد سيد افران، وقالت، ينتابني ألمٌ عظيم عندما أتحدث عن الشهداء وتابعت في حديثها: "كان الرفيق سيد رفيقاً عزيزاً وغالياً على قلوبنا، ونعرب عن تعازينا لحزبنا وللقائد "آبو" ولعائلة الشهيد سيد افران، لقد تعرفتُ على الرفيق سيد في مؤسسة عوائل الشهداء في عفرين، كان الرفيق سيد شخصاً مميزاً وكما أحبه الناس وأُعجبُ بأفكاره، وكانت حركات الرفيق سيد وكلامه وابتسامته محبوبة أيضاً، لقد كان الرفيق سيد من الشخصيات الذين زرعوا روح الآبوجية بداخله وعمل على نشرها بين الناس، وكما كان يتمتع بأسلوب وسلوك ثوري، وقد أعجب به الجميع، وكان يخلق أجواء حماسية ورائعة مع رفاقه".
وضع سيد افران مشروع الشهادة نصب عينيه
ولفتت شاذية إبراهيم إلى شخصية الشهيد سيد افران وقالت: "ذهبنا معاً إلى ناحية شيراوا وفي الطريق تبادلنا الآراء حول كيفية تعرفنا على الحزب والصعوبات التي تواجهنا في نشر فكر حزبنا، كان يسأل وكنت بدوري أتحدث له عن تاريخ معرفتي بالحزب، وهو بدوره أستمع إليّ بصبرٍ واهتمامٍ كبير، وأخيراً قال لي: أمي، علينا أن نسجل كل التجارب التي عشتها كقصة، لقد كان الرفيق سيد يدعوني دائماً إلى المناقشة، وكان يريدني أن أتحدث وهو يستمع إليّ، إن المُناقشات مع الرفيق سيد يجعل من الشخص أن يكون عاشقاً للعمل والنضال وكان مناقشاته تطول لساعاتٍ دون أن يشعر الشخص بمرور الوقت معه.
ذكرى من ذكريات شهيد سيد مع والدته
وتحدثت شاذية إبراهيم في حديثها عن القصة التي حدثت بين الشهيد سيد ووالدته: "حدثني الشهيد سيد عن قصته مع والدته أثناء سيرنا في مزار الشهداء وقال: "في أحد الأيام وأنا كنت أذهب حينها إلى المدرسة استيقظت والدتي في الصباح وقالت لي أشعر بأنني سأفقدك في يوم من الأيام، لقد مازحتها آنذاك وقلت يا أمي كيف يمكن أن تفقديني؟ قالت أرى في حلمي أنك تركب حصاناً وتطير بعيداً، ولكي لا أخسرك من الآن فصاعداً عليك أن تخبرني بتحركاتك وإلى أين تذهب، ومنذ ذلك الوقت وعدت والدتي بأنني أينما ذهبت سأخبرها، "وقبل انضمامي إلى صفوف حركة الحرية، أخبرتها أنني سأنضم للحركة وها الآن أنا هنا، ومن خلال هذا أستطيع القول بأننا من عائلة وطنية".
كان يمازح الأطفال بروحٍ طفولي
وتحدثت شاذية إبراهيم عن قصة الشهيد سيد مع الأطفال وتابعت: "في أحد الأيام كان الرفيق سيد ضيفنا، ثم رأى أحفادي ودعاهم ومازحهم، وكان مثل طفل يتحدث مع الأطفال، فسأل الأطفال حينها وقال، ماذا تريدون أتصبحوا في المستقبل؟ ثم قال أحفادي "نريد أن نصبح رفاقاً" وبعد ذلك، قال الرفيق سيد "إن جميع عائلاتنا الوطنية يجب أن تتدرب أطفالها بهذه الطريقة".
الشخص الذي يحب عمله يكبر
وتحدثت شاذية إبراهيم عن حب الشهيد سيد افران لعمله، وقالت: "الرفيق سيد كان رفيقاً صادقاً لرفاقه، وعندما كان المرء يمشي مع الرفيق السيد، كان يشعر بأنه يمشي مع شخص لديه جهدٌ وعملٌ عظيم، يمكننا أن نقول أن الرفيق سيد كان يحمل في كاميراته كل أسرار حركة الحرية والجبال الحرة، ذات مرة أخبرته " لقد أصبحت كاميراتك سلاحك"، وحينها قال لي، "أن تأثير الكاميرا أكبر بكثير من تأثير السلاح، ونستطيع القول بأن السلاح والكاميرا متماثلان وأحدهما يعزز الآخر، وعندما كنت في الجبل، كنت أحمل كاميرا في إحدى يداي والسلاح في اليد الأخرى، ولم أتخلى عنها يوماً ولن أتخلى عنها مستقبلاً" وقال أيضاً، "إن الإنسان الذي يحب عمله يكبر ولا يصحُّ للمرءِ أن يتحدث عن نفسه بل عمل الإنسان هنا يتحدث به عن نفسه وما هو عليه من تطور وتقدم، لقد كان الرفيق سيد عندما يزور مزار الشهداء كان يلمس أضرحتهم ويتحدث معهم واحداً تلو الآخر ويقول: "خط الشهادة خط مقدس، خط له قيمة كبيرة، إن الوعد الذي قطعتموه على أنفسكم والدرب الذي مشيتم عليه والمكان الذي دُفنتم فيه مقدسٌ وعظيمٌ بالنسبة لي، أريد أن أقول لكم اطمئنوا، نحن من خلفكم نواصل دربكم".
إنهم مستعدون من أجل الشهادة وحرية كردستان
وتحدثت شاذية عن ذكرى لها كانت مع الشهيد سيد افران في مزار شهداء قازقلي وقالت: "ذات مرة ذهبنا إلى مراسم الشهداء، ذهبت إلى ضريح الشهيد شيار ملاطيا، فقال لي الرفيق سيد أمي لماذا تبكي كثيراً؟ قلت له عندما أتت والدة الشهيد شيار ووالده من شمال كردستان إلى روج آفا، سلموا ولدهم شيار إلينا كأمانة، أشعر بحزنٍ شديد تجاه الشهداء، فحينها قال الرفيق سيد، وأضاف "عندما نغادر المنزل نضع في نصبِ أعيننا الاستشهاد والجرح وحرية كردستان، ولذلك نكون مستعدين لأي شيء، إن آلاف من الشهداء سوف يضحون بحياتهم والآلاف سوف يحلون محلنا وسيتعين علينا المضي قدماً نحو الحرية".
كان الرفيق سيد متواجد في كل التغطيات الإعلامية وكان مواكباً للحدث
وتحدثت الوالدة شاذية إبراهيم عن رحلتها إلى جنوب كردستان ولقائها مع الرفيق سيد على النحو التالي: "ذهبنا إلى جنوب كردستان لعقد اجتماع تشاوري، كانت الساعة حوالي الواحدة ليلاً في خاناسوري، وكان هناك بعض قادة الأحزاب الأخرى أرادوا أن ينحازوا عنا جانباً، حينها كنت أتحدث مع رفيقتي، فسمع الرفيق سيد صوتي وتعرف على وجودي معهم من خلال مصدر الصوت وجاء وقتها إليّ، لقد كان الرفيق سيد يتواجد في كل التغطيات الإعلامية مع طاقمه الإعلامي وكانوا يعملون بجدٍ ونشاط دون كللٍ أو ملل، عندما يتعرف الناس على رفيق مثل الرفيق سيد افران سوف يتأثير بشكلٍ كبير".
نحن نسير على خط الرفيق سيد افران
وأنهت شاذية إبراهيم حديثها بهذه الكلمات: "نتقدم بتعازينا لعائلة الشهيد سيد ونتشارك الحزن والآلام معهم، الرفيق سيد لم يكن ابنهم فقط، الرفيق سيد كان ابناً لـــعفرين والجزيرة وكوباني، ونعاهدكم بأننا سنتابع على خطى الشهداء، ويجب أن يتضح للجميع بأن العدو ومن معهم من الخائنين لا يستطعون أن يجعلونا منحازينا عن خطنا النضالي، وأريد أن أقول لشهيد سيد افران كن مرتاحاً في ضريحك، فريقك الأعلامي الذي دربته "سوف يستمرون في العمل بكاميراتك، ونحن مثل جميع الأمهات نكون والدة للرفيق سيد ومن مناصري الخط الذي أتبعه الرفيق سيد افران".